تجبرنا الكوابيس على الاستيقاظ من النوم والخروج من ذلك العالم الخيالي بسبب محتواها المشحون بالعواطف.
وفي مقالها الذي نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية، قالت الكاتبة كليمونس دوبرانا إن الأحلام تعكس صدى المشاكل التي نعيشها وفي الغالب فإن الكوابيس التي يراها النائم تتمحور حول مواقف مزعجة وقد تكون مخيفة في بعض الأحيان.
وأكدت الباحثة أن هذا النشاط لا يزال غامضًا بالنسبة للعلم وقالت “نحن لا نعرف بالضبط ما يحدث في الدماغ أثناء الكابوس” على الرغم من أن بعض المظاهر النفسية والجسدية يمكن أن تكون خير دليل على الأحلام السيئة.
وتتابع الكاتبة أن الدماغ والقشرة الجبهية الحجاجية بالتحديد هي مركز العواطف التي يزداد نشاطها في الليل لتنظيم الكثافة العاطفية للأحلام. ووفقًا لنظرية طورها عالما الأعصاب الكنديان روس ليفين وتوري نيلسن عام 2007، فيمثل الكابوس “فشلًا” في تنظيم هذا الجزء من الدماغ للعواطف.
وتضيف الكاتبة أنه لتوضيح هذه الآلية اهتمت بيرين روبي الباحثة في إنسرم بمركز أبحاث علوم الأعصاب بنشاط الأحلام خلال فترة انتشار جائحة كورونا ولاحظت بعد التحقيق في تأثير الأزمة الصحية على الأحلام عام 2020- زيادة في عدد الكوابيس منذ بداية الجائحة، وهي الزيادة التي تعتبر نتيجة للنظام البشري العاطفي بشكل نسبي الذي عانى من الإرهاق والتوتر والقلق جراء فترة الإغلاق الأولى.
وتذكر الكاتبة أنه إذا كان محتوى هذه الكوابيس مخيفًا جدًا في بعض الأحيان، فإن الطبيب النفسي المتخصص في النوم باتريك ليموين، يقول إن ذلك يرجع لظاهرة إيجابية موجودة بشكل طبيعي لمعالجة المعلومات المثيرة للمعاناة، مضيفا أنه قد “لوحظت هذه الظاهرة ولا سيما في فترة الطفولة. فعندما كنا في المدرسة، كنا نعاني دائمًا من مظالم بسيطة، ولهذا بفضل الكوابيس؛ يمتلك الأطفال مفاتيح لفهم هذه الحوادث”.
وتشير الكاتبة إلى أنه في الليل أثناء النوم، يكون الجسم خاملًا بشكل عام وفي منأى عن أي توتر عضلي ولهذا عندما نرى كابوسا، فإن الجسم ينزعج مما يؤدي إلى الاستيقاظ من النوم، وهو ما يقول عنه ليموين: “المشاعر السلبية التي يولدها هذا الحلم ستؤدي بشكل منهجي إلى الاستيقاظ، وأحيانًا من خلال انتفاض كامل الجسم ويبدأ القلب في الخفقان بشكل غير منتظم، وكذلك لا نكون قادرين على التنفس بارتياح ويصاحب هذه الأحاسيس أحيانًا شعور بالقلق.
وتوضح الكاتبة أنه إذا تكرر الكابوس أكثر من مرة فيمكن أن يكون له تأثير واضح إلى حد ما على النوم، حيث تقول الباحثة روبي: “إذا تعرضت إلى أكثر من كابوس واحد في الأسبوع، فإنه يصبح ضارًا وينتهي بك الأمر في الدخول في حلقة مفرغة؛ ولهذا فمن المتوقع أن يولد ذلك خوفًا من النوم لديك”.
وبحسب الكاتبة، فإن الطبيب النفسي ليموين يشدد على ضرورة عدم تجاهل التبعات الناجمة عن هذه الأحلام، موصيا باستشارة طبيب نفسي أو اختصاصي نفسي لفهم جذورها وتقليل التوتر الناتج عنها.