أصبحت نبتة “اللوف” مصدرا بديلا لدخل عشرات العوائل في جبل الزاوية في ظل تردي الواقع المعيشي وانعدام فرص العمل وتراجع الأنشطة الزراعية وتعطل كثير من الحقول وتوقفها عن الخدمة نتيجة ظروف الحرب وقصف النظام والقوات الروسية والإيرانية المستمر.
جمع أوراق “اللوف” أصبح عملا متداولا وذلك لسهولته ولأنه لا يحتاج كثيرا من الخبرة والأدوات ويباع بأسعار مقبولة يمكن أن تكفي العوائل الفقيرة في تأمين الحد الأدنى من احتياجاتها.
وفي محاولة لمعرفة آلية جمع “اللوف” والأسباب التي دفعت العوائل لهذا العمل التقى موقع هيون نيوز الطفل “أحمد الموسى” والذي يقول: إن جمع اللوف أصبح مصدر الدخل الوحيد له ولعائلته ولا سيما في فصل الشتاء، حيث تتوقف الزراعية ولا يوجد أي مصدر دخل للسكان في المنطقة نتيجة اعتمادهم على الزراعة في تأمين ظروفهم المعيشية وفي ظل تراجع دور المنظمات الإنسانية وتوقف نشاطات معظمها في المنطقة.
ويضيف “أحمد” أن اللوف ينتشر في المنطقة بكثرة وهي نبته موسمية تنمو خلال شهر شباط وحتى شهر نيسان وهي ذات لون أخضر غامق خشنة الملمس جذورها تحت الأرض وأوراقها تنمو منتصبة على وجه الأرض، وجمعها عملية سهلة تحتاج فقط إلى مشقة البحث في الأراضي والوديان لساعات طويلة حتى يتم جمع كميات كبيرة.

وعن أماكن وطريقة بيع اللوف يقول “أحمد”: بعد جولة تستمر لأكثر من ثلاث ساعات يجمع حوالي ثلاثين كيلو ويضعها في أكياس خيش ومن ثم ينقلها إلى مراكز معتمدة مخصصة بشرائها بدأت تنتشر في السنوات الأخيرة في قرى جبل الزاوية بعد زيادة الطلب على هذا النوع من النبات.
ويقول “جمال” صاحب أحد مراكز الشراء إنه يشتري كل يوم حولي 100 كليو غرام من “اللوف” بسعر ليرة تركية واحدة، ومعظمها يأتي بها أطفال القرية وتكون أوراق خضراء يقوم “جمال” بتجفيفها وهو الجزء الأصعب من عمله لأن الطقس البارد لا يساعد في جفاف الأوراق ما يحتاج لأيام كثيرة فضلا عن الحاجة لأماكن واسعة ومغلقة لا تصلها الأمطار والرطوبة وهو غير متوفر في الوقت الحالي.
وبعد التجفيف يقوم “جمال” بدوره ببيعها لتجار آخرين بسعر 30 ليرة تركية للكيلو، حيث ينتج عن كل 5 كيلو غرام من النبتة الخضراء حوالي كيلو وربع بعد التجفيف.
وحول استخدام النبتة وأماكن تصديرها أخبرنا “محمد حاج محمد” وهو تاجر معتمد يشتري النبتة مجففة من معظم المراكز المنتشرة في ريف إدلب ويقوم بتصديرها إلى العديد من المناطق وخاصة محافظة درعا وشمال شرقي سوريا، ويقول محمد إنها تستخدم في كثير من المأكولات كما تستخدم بمثابة مواد أولية للطب العربي وتفيد بتقوية أجسام النساء الحوامل وكذلك علاج للسعال الحاد وبعض الاضطرابات المعوية وغيرها من الأمراض.
كما تشير مصادر طبية إلى أهمية نبتة “اللوف” كونها تحتوي على الأملاح المعدنية وخاصة اليود المفيد للغدة الدرقية، وتحتوي على الفيتامينات وتساعد في شفاء بعض الأمراض الجلدية مثل الثعلبة والتحسس الجلدي ومعالجة الالتهابات الرئوية والسعال الديكي.