أعلنت وزارة الداخلية الألمانية عن تسجيل نحو 424 اعتداءاً عنصرياً بحق اللاجئين، الذين يشكل السوريون قسماً كبيراً منهم منذ بداية العام الجاري.
وكشفت الوزارة عن تراجع الهجمات ضد اللاجئين في ألمانيا خلال 2022 بنحو 25%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، التي بلغ عدد الهجمات فيها نحو 576، لكن الملفت أن الاعتداءات “تزداد عنفاً”.
ونقلت صحيفة “نوي أوزنابروكه تسايتونغ” الألمانية عن الوزارة تأكيدها، تعرض نحو 86 شخصاّ لشتائم وهجمات خارج سكن طالبي اللجوء خلال النصف الأول من العام الحالي، ما يعد “ارتفاعاً ملحوظاً” بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وبحسب الصحيفة فقد بلغ عدد الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات نحو 62 شخصاً، كما تم تسجيل اعتداءات على أنها حرق متعمد واستخدام متفجرات وأسلحة.
وأكدت أنه تم تسجيل نحو 43 حالة هجوم على مساكن اللاجئين في النصف الأول من العام الحالي، معظمها إضرار بالممتلكات وكتابات مسيئة على الجدران، كما تم إحصاء 12 هجوماً على منظمات إغاثة ومتطوعين في مساعدة اللاجئين.
في غضون ذلك، أكدت صحيفة “بيلد” أن وزارة الداخلية الألمانية، قدمت تسهيلات لطالبي لجوء وصلوا إلى ألمانيا، رغم حصولهم على وضع الحماية في اليونان.
وبحسب الصحيفة فإن نحو 50 ألف حاصل على وضع الحماية في اليونان، معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان، تقدموا خلال شهر حزيران/يونيو الماضي بطلبات لجوء جديدة في ألمانيا، وبلغ معدل الاعتراف بطلباتهم نحو 88%.
وأشارت الصحيفة، إلى أن قانون الاتحاد الأوروبي يعتبر الدولة التي تم فيها تقديم الطلب الأولي هي المسؤولة فعلياً، لافتة إلى أن المحاكم الإدارية الألمانية قضت بعدم إعادة الناس، “لأن الإقامة المحلية سيئة للغاية، والحكومة الفيدرالية تتسامح مع الهجرة”.
بدوره، أكد وزير الداخلية في ولاية “بافاريا” الألمانية “يواكيم هيرمان”، ازدياد أعداد طالبي اللجوء في الولاية بشكل كبير.
كما أشار (هيرمان) أن سوريا والعراق وأفغانستان تأتي في مقدمة بلدان المنشأ للمهاجرين الجدد، مؤكداً أن مراكز استقبال اللاجئين في الولاية أصبحت مشغولة بنسبة تزيد عن 90%.
ونقلت صحيفة “بيلد” الألمانية عن (هيرمان) قوله، إن أعداد طلبات اللجوء بلغت للمرة الأولى في “بافاريا” خلال النصف الأول من العام الحالي أكثر من 84 ألف طالب لجوء، بزيادة وصلت لنحو 43.5% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وبحسب الوزير، فقد سجلت الحكومة الاتحادية ازدياداً كبيراً في عدد طلبات اللجوء المقدمة في جميع الولايات الألمانية، كما هو الحال في “بافاريا”.
وشكلت سوريا وأفغانستان والعراق أكثر الدول التي جاءت منها طلبات لجوء خلال العام الجاري.
وفي سياق متصل، رجح المجلس الاستشاري الألماني للاندماج والهجرة، تجنيس ما لا يقل عن 22 ألف سوري في ألمانيا كل عام، اعتباراً من عام 2024.
وأشار المجلس إلى احتمالية ازدياد عدد المواطنين الألمان من جذور سورية بشكل كبير خلال السنوات المقبلة.
ووفق دراسة أجراها المجلس، فإن نحو 6700 سورياً حصلوا على الجنسية الألمانية في عام 2020 وحده.
وبلغت الزيادة نحو 73.6% عن العام الذي سبقه، متوقعاً أن يبلغ تجنيس السوريين ذروته في غضون عامين.
وبحسب صحيفة “ديرتاغس شبيغل” سيكون قسم كبير من الذين لجؤوا إلى البلاد عام 2016، قد أكملوا حد الإقامة المطلوب (ثماني أعوام) للتأهل للحصول على الجنسية.
فيما بلغت نسبة السوريين من إجمالي مقدمي طلبات اللجوء إلى ألمانيا خلال شهر حزيران/يونيو الماضي، حوالي ربع عدد الطلبات.
وأشار موقع “Schengen Visa Info” الألماني، أن السوريين شكلوا أكثر من ربع الطلبات المقدمة 26%، مضيفاً أنها طلبات تقدم للمرة الأولى وبلغ عددها 24 ألف و492 طلباً.
وأضاف الموقع، أن البلدان الأصلية الثلاثة لطلبات اللجوء المقدمة في حزيران هي سوريا بـ 3625 طلب، وأفغانستان بـ 2064، وتركيا بـ 1328، مشيراً إلى أن ترتيب البلدان موافق للشهرين السابقين.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تستضيف قرابة 2 مليون لاجئ من مختلف بلدان العالم، بينهم 780 ألف سوري.