الرئيسيةفكرة“المكحتة” تنظيف للأقمشة وفرص عمل للعوائل المهجرة في الشمال السوري
فكرة

“المكحتة” تنظيف للأقمشة وفرص عمل للعوائل المهجرة في الشمال السوري

 

يعمل محمد حمادي مديرا لمشروع صغير في مدينة عفرين يقوم على إعادة تدوير الألبسة وكحت الأقمشة الخام، ويعرف محليا باسم “المكحته” وقد انتشرت هذه المشاريع الصغيرة في الآونة الأخيرة في ظل الفقر وانعدام فرص العمل وكانت ضمن البدائل التي حاول الناس من خلالها التغلب على الظروف المعيشية القاسية التي يمرون بها في مناطق الشمال السوري.
ويقول محمد حمادي لموقع هيومن نيوز: إنه يعمل في “المكحتة” مديرا لأكثر من أربعين عاملا ألجأتهم الظروف الصعبة لمثل هذا العمل على الرغم من صعوبته وقلة مردوده المادي إلا أنه الخيار الوحيد في ظل البطالة الكبيرة المنتشرة، عقب موجات التهجير وانتقال آلاف الأسر من باقي المحافظات السورية للعيش فيها بعد أن فرض عليهم نظام الأسد وميليشياته والقوات الروسية ترك مدنهم وبلداتهم.
ويضيف محمد وهو مهجر من مدينة حلب أن منطقة عفرين شهدت في الآونة الأخيرة نشاطا موسعا للأعمال الفردية والمبادرات البسيطة مثل هذا المشروع، والتي تعتمد بالدرجة الأولى على أدوات بسيطة ورأس مال قليل، وكذلك على مواد أولية موجودة في السوق وبتكاليف مالية قليلة تتوافق مع الدخل والواقع المعيشي للأشخاص، وقد كانت المعامل والورشات التي تعتمد أساسا على اليد العامل ويعتمد عليها أصحاب محلات الألبسة ومستوردي الأقمشة لتكون عاملا أساسيا بصباغة اللباس وكحت القماش الخام.
وعن طبيعة عمل المكحتة يقول محمد: إن عملها الأساسي يقوم على تنظيف الأقمشة الخشنة أو الصلبة ولا سيما الجينز، حيث يتطلب الأمر عدة عمليات غسيل وتحطيم للجينز ليصبح مريحاً وجذاباً ومن غير هذه العملية يبقى قاسيا وغير مريح، وربما يتغير مقاس القطعة أو تضيق لذلك نقوم بعملية الكحت بواسطة الأحجار ضمن آلات مخصصة لذلك أو عن طريق الأنزيم أو عن طريق الأحجار والأنزيم معا.
وأشار محمد إلى أن عشرات العوائل فضلت البقاء في المنطقة ورفضت الهجرة أو اللجوء إلى دول أخرى على الرغم من صعوبة العيش هنا، وكان لا بد لهم من البحث عن خيارات وبدائل وبذل مزيد من الجهود من أجل تحصيل قوتهم اليومي والاعتماد على أنفسهم في تأمين لقمة عيشهم وعيش عوائلهم ومن أجل الحفاظ على البنية التحتية للبلد.
وعن طبيعة العمل يقول محمد: إنهم يعملون بدوام طويل يستمر أكثر من 12 ساعة يبدأ من الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء ولديهم أيضا دوام إضافي في الليل في حين يتقاضون أجور مادية قليلة لا تزيد عن 150 ليرة تركية في الأسبوع الواحد.
ويعتبر محمد أن عمله على الرغم من بساطته ومشقته التي يبذلها فيه إلا أنه استطاع والعاملين معه تحدي الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، والأجمل في ذلك أنهم استطاعوا البقاء في بلدهم ويسعون من خلال هذا المشروع وبقية المشاريع الأخرى التي تشهدها المنطقة إعادة إعمارها وتنشيط الحركة التجارية والمعيشية فيها رغم المخاطر الكبيرة التي ما تزال تهددها وفي مقدمتها قصف النظام وميليشياته وكذلك ميليشيات قسد الذي لا يتوقف بين الفينة والأخرى.
هذا وتشهد منطقة عفرين والمناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني وحماية القوات التركية في ريف حلب الشمالي والشرقي نشاط كبير على مستوى المشاريع الخدمية والتجارية والصناعية غير مسبوق حيث تم افتتاح العديد من المعامل والمنشآت الصناعية وما زالت المنطقة تشهد حركة عمرانية وكذلك تطور كبير في البنية التحتية من إنشاء أسواق ومطاعم ومحال تجارية وغيرها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *