لم تكتفٍ بأن يحلق صوتها عالياً في مجال الإعلام وتحصر موهبتها به، بل سخرته ليكون بوابة للأعمال الإنسانية ودعم المحتاجين.
“رانيا هارون” إعلامية سودانية تعمل لدى قناة “الشروق” الفضائية في ضاحية “الرياض” الواقعة شرق العاصمة السودانية “الخرطوم”.
ومنذ الأول من يناير/كانون الثاني 2007، انطلق البث الرسمي لقناة “الشروق” الفضائية، فانطلق معه صوت “رانيا هارون” ضمن كوكبة مذيعي ومقدمي البرامج.
استمدت (هارون) خبرتها من العمل والتطوع الناشط في عدد من المؤسسات والجمعيات المعنية بالعمل الإنساني.
كان برنامجها الأول يستقبل شكاوى المواطنين وقضاياهم الخاصة، ويربطهم بالخيِّرين من رجال البر والإحسان.
واعتبر برنامج (هارون) كبادرة خير بين الشرائح الضعيفة والمحتاجة في المجتمع السوداني، يتابع الحالات التي يعرضها، ولا يتوقف حتى يتوصل لنتائج وحلول ناجعة لمشكلاتهم.
واستمرت تجربتها مع البرامج الإنسانية على شاشة قناة الشروق الفضائية، فخاضت تجربة ثانية مرتبطة بقضايا الإنسان عبر برنامجها “شراع الأمل”.
وساهم برنامج الإعلامية السودانية بتنمية أوضاع طبقات فقيرة، بمساعدتهم على حل مشاكلهم وتنفيذ آمالهم، من خلال حث المسؤولين والخيرين والمؤسسات المعنية على التفاعل معهم.
تركيزها على القضايا الإنسانية القائمة على رصد المشكلات وإيجاد المعالجات، مثلها برنامج “مع كل الود والتقدير” نال علامة فارقة بين البرامج.
وظل البرنامج يقدم خلال شهر رمضان المبارك منذ انطلاقة “الشروق”، ويعرض حالات إنسانية تعاني ظروفاً قاهرة، أو يتناول شخصيات تسلحت بالعزيمة وهزمت الفقر والعجز وتعالت على ظروف الإعاقة والمرض.
وبحسب موقع “الجزيرة نت” فقد أبكى البرنامج آلاف المشاهدين، ونجح في استقطاب رعاية عدد من الجهات والمؤسسات وأهل الخير، وساهموا جميعاً بدعم الحالات التي يعرضها البرنامج، وأخرجوا الكثير من الأسر من دائرة الفقر بتمليكهم وسائل إنتاج.
جائزة أفضل محتوى
كما حصل برنامج “مع كل الود والتقدير” في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011 على درع اتحاد إذاعات الدول العربية ومجلة “برود كاستنغ” في دبي، لأفضل محتوى برامجي.
القيمة الإنسانية العالية لبرنامج “مع كل الود والتقدير”، وضعته وبتصويت الجمهور على لائحة الصدارة الدائمة للبرامج الرمضانية على الفضائيات السودانية.
غادرت (رانيا) استوديوهات قناة “الشروق” لتعانق جمهور المشاهدين عبر قناة “سودانية 24″، لتواصل رحلة العطاء المهني مع الإعلام الإنساني والطوعي.
“ممكن” هو البرنامج الذي أطلت من خلاله على مشاهدي فضائية “سودانية 24″، ويسلط الأضواء على المبادرات الإنسانية لأفراد ومؤسسات، وينقل تجاربهم لتكون محفزا للآخرين.
واستطاع برنامج “ممكن” لفت الانتباه إلى شريحة المشردين من الأطفال باعتبارهم مجتمعاً متكاملاً يتسم بقيم ومبادئ، وعكس البرنامج دور هذه الشرائح في نصرة الضعفاء، ودعا لأهمية تعليمهم ودعمهم بمشروعات منتجة لتحويل قدراتهم إلى طاقة إنتاجية تفيد المجتمع والدولة.
ونجحت (هارون) عبر عدد من الخيِّرين بتوفير أول جهاز غسل للبلازما مخصص للأطفال في السودان.
مؤسسة “تومسون” كرمت الإعلامية السودانية وذلك ضمن أفضل 7 صحفيات في العالم.
وحازت على درجة الماجستير عن بحثها “دور الإعلام في الحد من مخاطر الكوارث”، تقول إنها تشتغل حاليا على مشروعات عدة، أهمها سلة الصائم أو الحقيبة الرمضانية، وهي مواد تموينية تقدمها للأسر الفقيرة خلال الشهر الكريم.