طالبت 18 منظمة حقوقية عاملة شمال شرقي سوريا، النمسا بتشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة ومحايدة، للكشف عن ملابسات قضية ضحايا “شاحنة الموت” التي راح ضحيتها عشرات المهاجرين.
وبحسب المنظمات الحقوقية، فقد أدى الحادث إلى وفاة 71 شخصاً، بينهم 14 سورياً، خلال رحلتهم عام 2015.
وأصدرت المنظمات بياناً طالبت فيه بمشاركة المعلومات مع أهالي الضحايا، ومحاسبة مرتكبي الجريمة والمتسببين بها.
كذلك دعت المنظمات إلى إقرار تعويض عادل لعائلات وذوي الضحايا وفقاً للقوانين الدولية، مشيرة إلى أنه بالرغم من إعلان الشرطة النمساوية حينها القبض على عدد من المتورطين والمشتبه بهم بارتكاب تلك الجريمة البشعة، إلا إن ظروف وملابسات ودوافع الجريمة مازالت غامضة، ومازال الجناة المخططون لتلك الجريمة طلقاء ولم تصلهم يد العدالة.
وخلال شهر يونيو الماضي، قضت محكمة نمساوية بسجن طالب نمساوي 7 سنوات، بعد تسببه بوفاة لاجئين سوريين اختناقاً في شاحنة كانت تقلّهم باتجاه النمسا في تشرين الأول 2021، قرب الحدود مع المجر.
كما اعتقلت الشرطة النمساوية أفراد شبكة لتهريب البشر هرّبت عشرات آلاف السوريين إلى مناطق أوروبا الغربية، وكانت سبباً بوفاة بعض منهم.
واعتبر وزير الداخلية النمساوي، “غيرهارد كارنر”، أن العملية إنجاز مهم ضد الجريمة المنظمة وضربة كبيرة لمافيا المهربين.
من جانبها أكدت شبكة الصحافة الفرنسية وهيئة البث السويسرية مسؤولية الشبكة عن حادثة لسوريين ماتوا اختناقاً، كانوا داخل حافلة صغيرة خلال رحلتهم من دول أوروبا الشرقية.
كما قبضت الشرطة النمساوية على أفراد مشتبهين، حيث قدر عدد المقبوض عليهم ب92 شخصاً في النمسا.
كذلك شهدت المجر وسلوفاكيا ورومانيا والتشيك اعتقالات مماثلة لنفس أفراد الشبكة، وتمت مصادرة 80 عربة استخدمتها في عمليات التهريب.
وبحسب هيئة البث، فإن الشبكة هرّبت أكثر من 36.100 شخص بينهم أطفال، من المجر إلى فرنسا.
كما قدرت المصادر أن الشبكة جمعت نحو 152 مليون يورو، من عمليات تهريب البشر نحو دول دول أوروبا الغربية.
المتحدث باسم الشرطة النمساوية أشار إلى أن معظم من تم تهريبهم كانوا قادمين من سوريا، ودفعوا مبالغ تقدر ما بين 3000 و4000 يورو لقاء نقل كل شخص من المجر إلى النمسا.
تجدر الإشارة إلى أنه في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، عثرت الشرطة النمساوية في منطقة “بورغنلاند” – قرب الحدود مع المجر – شرقي النمسا، على جثتي لاجئين سوريين كانا داخل حافلة صغيرة مع 28 لاجئاً قادمين من أوروبا الشرقية.