حذرت مديرية الصحة في إدلب من توقف إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى، ما يؤدي إلى توقف منظومات الإحالة والإسعاف، الأمر الذي سيخلف كارثة صحية رهيبة، وزيادة غير مسبوقة في معدلات الأمراض والوفيات.
وأصدرت المديرية بياناً أكدت فيه أن “الكوادر الطبية والأهالي في منطقة شمال غرب سوريا يشعرون بقلق كبير إزاء التهديدات الروسية الجدية بمنع تمديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، إذ أن الفشل في تمديد ذلك القرار سيكون له آثاراً كارثية على الأهالي القاطنين في المنطقة على مختلف الأصعدة الصحية والمعيشية والإنسانية، حيث سيتوقف العمل في 56 منشأة صحية، منها 21 مشفى (نصفها مشافي نسائية وأطفال)، و 21 مركز رعاية أولية و14 مركز تخصصي”.
وبحسب المديرية فقد بلغ عدد الخدمات الطبية المجانية التي قدمتها المشافي والمراكز الصحية في محافظة إدلب لوحدها أكثر من مليون و200 ألف خدمة شهرياً، تنوعت بين 6000 عملية جراحية كبرى و6000 حالة ولادة طبيعية وقيصرية، و556 ألف خدمة عيادات خارجية، و630 ألف حالة تدخل طبي، وأكثر من 19500 حالة قبول في المشافي.
أما المراكز التخصصية التي ستتوقف نتيجة عدم تمديد القرار فيبلغ عددها 14 مركزاً، منها 5 مراكز لعلاج مرضى التلاسيميا، و8 مراكز لغسيل الكلى، ومركز واحد لعلاج مرضى السل، هذه المراكز تخدم أكثر من 1550 مريض منهم 840 مريض تلاسيميا و510 مرضى غسيل كلية، وأكثر من 200 مريض سل.
وذكر البيان أن من بين الخدمات الطبية الهامة التي ستتوقف في حال عدم تمديد قرار إدخال المساعدات عبر الحدود برنامج اللقاح الروتيني، حيث يوجد في محافظة إدلب 55 مركز لقاح تقدم اللقاحات الضرورية لأكثر من 91 ألف طفل سنوياً، لحمايتهم من الأمراض الخطيرة كشلل الأطفال والتهاب الكبد والسل ومرض الحصبة الذي بدأ ينتشر مؤخراً بشكل ملحوظ في منطقة شمال سورية، كما ستتوقف حملة التطعيم بلقاح كوفيد ما يهدد بعودة تفشي الوباء في المنطقة والامتداد إلى الدول المجاورة.
واعتبر البيان أن حصر إدخال المساعدات إلى منطقة شمال غرب سوريا عن طريق النظام يهدد بحرمان المنطقة من كل المساعدات المنقذة للحياة، فهذا النظام الذي قتل وهجر الملايين من المدنيين، ودمر المدن والبلدات وضرب المناطق المدنية بمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، سوف يحرم سكان المنطقة من الغذاء والدواء، وسوف يتخذ من تلك المساعدات سلاحاً لحصار وتجويع المدنيين كما فعل سابقاً في الغوطة الشرقية ومضايا وأحياء حلب الشرقية وأحياء مدينة حمص.
ولفت البيان إلى أن مديرية صحة إدلب بكامل كوادرها الطبية والإدارية تطالب الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وكافة المنظمات الدولية الفاعلة، بضرورة العمل جدياً لمنع روسيا من استخدام “الفيتو” ضد قرار تمديد إدخال المساعدات عبر الحدود، والذي سيتم التصويت عليه في مجلس الأمن يوم العاشر من شهر تموز الحالي، كما يجب إبعاد الملف الإنساني عن المساومات السياسية، وعدم السماح لأي طرف باستخدام المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة أداةً للابتزاز السياسي.
ورأى بيان المديرية أن المعاناة الإنسانية الكبيرة التي يعيشها أكثر من 4 مليون مدني في منطقة شمال غرب سورية لا تتطلب فقط تمديد قرار إدخال المساعدات عبر الحدود، وإنما أيضاً زيادة عدد المعابر، وتوسيع نطاق البرامج الإنسانية، وذلك في ظل غياب الإرادة الدولية الحقيقية لإنهاء مأساة القرن التي يعيشها الشعب السوري منذ أكثر من أحد عشر عاماً.