استطاع فريق أثري يتبع لجامعة “كامبردج” البريطانية العثور على هيكل عظمي بشري داخل كهف “شاندر”، الواقع في قضاء “ميركة سور” التابع لمحافظة أربيل في إقليم كردستان العراق.
وأكد مدير آثار القضاء (عبدالوهاب سليمان) أمس الأربعاء 25 أيار، تواجد فريقين أثريين يعملان في مجال التنقيب هذا العام من جامعة “كامبردج” البريطانية وكذلك جامعة “أوتونوموس” البارسيلونية.
(سليمان) أشار إلى أنه في عام 2014، جاء فريق جامعة “كامبردج” لإجراء بحوث في كهف “شاندر”، الذي يُعَدّ قِبلة كهوف العالم، ويمكنه أن يُجيب على الكثير من التساؤلات المرتبطة بحياة الإنسان وتطوُّره الذي تحدث عنه داروين، حيث أخذ فريق جامعة “كامبردج” عينات من أغلب طبقات الكهف لغرض تحليلها ودراستها.
ولفت إلى أنه “تم اكتشاف عشرة هياكل عظمية لإنسان (النياندرتال)، ولحسن الحظ استطعنا العثور على هيكل عظمي آخر لإنسان (النياندرتال) في كهف شاندر، كان يُعتقد أنه لإنسان (النياندرتال) رقم 8”.
كما أكد خلال تصريحه إلى أن “الإنسان عاش في كهف شاندر باستمرار منذ 140 ألف سنة، منذ العصر الحجري، كما عاش إنسان (النياندرتال) الذي انقرض منذ نحو 40 ألف سنة في هذا الكهف”.
ولفت إلى أن كهف “شاندر” قد يضم المزيد من الهياكل العظمية، حيث جرى العمل فقط في مساحة 10*10 وهي تعادل 30% من مساحة الكهف، أما ما تبقى فلم تَجْرِ فيه أعمال التنقيب، ويُعتقد بوجود ما بين 30 و40 هيكلاً عظمياً آخر لإنسان (النياندرتال).
وأشار إلى أنه “لم يتم الإعلان عن الخبر ولم يتم إطلاع وسائل الإعلام لوجود عَقْد بيننا وبين هيئة الإذاعة البريطانية منحنا بموجبه الحق الحصري للهيئة لتصوير الهيكل العظمي، ونشر خبر الكشف عنه”.
وأردف (سليمان) في حديثه “في الحقيقة، نحن لا نستطيع استخراج المزيد من الهياكل العظمية، بل نفضّل بقاءها تحت الأرض إلى أن تكون ظروف إقليم كردستان مواتية، فما هو موجود كافٍ للحصول على الكثير من المعلومات القيّمة”.
ونوه إلى أن فريق جامعة “أوتونوموس” يعمل في قرية “بانه هيلك”، التابعة لسوران، في التنقيب، وتمكّن من الكشف عن بعض الآثار، مبيّناً أنه “جرى العثور على موقع أثري في قرية (بانه هيلك)، وهو عبارة عن تلة تعود إلى العصر الحجري المعدني، وقد عاش الإنسان في هذه القرية منذ 7000 سنة، والرُّقُم الطينية التي عُثر عليها هناك تحمل صوراً لمعلومات فلكية، وتبيّن أن ذلك العصر شهد دراسات فلكيةً، وتُظهر أننا بحثنا في الفلكيات قبل البابليين بألفَيْ سنة”.
ووفقاً للمدير الأثري فإنه “جرى العثور في القرية المذكورة على ثلاثة بيوت، وفي العام الماضي تم اكتشاف بيتين يعودان إلى 7000 سنة، والبيوت هذه تُعَدّ من البيوت الأولى ذات الزوايا، والتي تلت عصر البيوت الدائرية.”
وبحسب (سليمان) فإنه: “عثرنا أيضاً على خاتم يحمل صورة الشمس، ومجموعة آلات مصنوعة من العظام، المهم جداً هو عثورنا على نوع من الصخور هناك لا يوجد في منطقتنا، ومصدره هو منطقة «وان» ما يعني أن إنسان ذلك العصر استطاع الخروج من منطقته والعودة إليها”.
جدير بالذكر أن كهف “شاندر” هو كهف قديم من عصور ما قبل التاريخ يقع شمال العراق في منطقة إقليم كردستان، حيث وجد في الكهف بقايا عشرٍ من (النياندرتال) يرجع تاريخهم إلى 65-35 ألف عام، كما يحتوي الكهف أيضًا على مقبرتين تعودان إلى العصر الحجري الحديث الخزفي السابق، يرجع تاريخ إحداها إلى 10,600 سنة ويحتوي على 35 فردًا.