أيهم الشيخ
خاص
تسببت الهطولات المطرية الأخيرة التي استمرت أكثر من 48 ساعة ماضية شمال غرب سورية. بتسجيل أضرار أولية تم توثيقها من قبل فريق “منسقو استجابة سوريا”.
وقال الفريق، إن عدد المخيمات المتضررة، 49 مخيم، في حين بلغ عدد الخيم المتضررة 114 خيمة. وتسببت الهطولات المطرية إلى تضرر الطرقات الداخلية داخل أكثر من 274 مخيماً.
كذلك أدت الهطولات المطرية إلى تهدم أكثر من 11 خيمة وتهتك العديد من الخيام الاخرى داخل المخيمات. ودخول مياه الأمطار إلى داخل 244 خيمة بشكل كامل و 176 بشكل جزئي.
وتسببت الهطولات المطرية إلى حرمان 190 عائلة من المأوى، نتيجة تضرر الأثاث الداخلي للخيم.
ولم يتم تسجيل أي حالة انهيار حالياً للوحدات السكنية في المنطقة. لكن ظهرت بعض التشققات في عدد من الوحدات مع دخول مياه الأمطار إلى عدد منها. وتجمع مستنقعات كبيرة من المياه أمامها.
ووفقاً للفريق، فقد لوحظ خلال رصد الأضرار الخلل الكبير في تنفيذ المشاريع من قبل المنظمات داخل المخيمات. وأبرزها عمليات العزل وتبحيص الطرقات، الأمر الذي يظهر ضرورة إعادة النظر في جدوى تلك المشاريع.
“محمد المندو” هو نازح في مخيمات “سرمدا” شمال إدلب. أكد أن الأمطار دخلت إلى ما يقارب 15 خيمة في مخيم “الضياء” الواقع غرب “سرمدا”. ما أدى إلى خروج النازحين ليلاً من خيامهم نحو خيام جيرانهم، بسبب غمر المياه لكل ما هو موجود داخل الخيمة.
وأضاف في حديث لموقع “هيومن نيوز”: “أصعب ما في الأمر أن مياه الأمطار التي دخلت الخيام ملوثة بمياه الصرف الصحي ولا يعد هناك مجال لتصريفها. بسبب كمية الأمطار الكبيرة الهاطلة في المخيم”.
ولم تستطع عشرات العائلات ممن توفر لهم مواد التدفئة إشعال المدافئ خوفاً من حدوث حالات اختناق أو حرائق داخل الخيم. في حين بقيت الآلاف من العائلات دون تدفئة لغياب المشاريع عنها.
وأشار الفريق إلى أن المناشدات التي يطلقها النازحون بشكل دوري أصبحت دون جدوى. بسبب عدم تجاوب الجهات الإنسانية مع تلك المناشدات. ونتيجة لذلك يجب أن يتوقع النازحون ضمن المخيمات عدم تقديم أي نوع من الاستجابة الإنسانية لمعالجة الأضرار الأخيرة. أو ما سينتج عن عواصف اخرى خلال فصل الشتاء.
في سياق متصل، تضررت 4 خيام بشكل جزئي في مخيم “العقبة” بقرية “كفرعروق” شمالي إدلب، جراء اشتداد العاصفة المطرية اليومين الماضيين. حيث استجابت “فرق الدفاع المدني” من خلال فتح ممرات مائية لتصريف مياه الأمطار، ومساعدة المدنيين المتضررين.
وتسببت الهطولات المطرية والسيول الناتجة عنها بطوفان عدة خيام في مخيم “المثنى” بالقرب من مدينة “الدانا” شمالي إدلب. وتجمع للمياه في قبو مركزٍ صحي، وأحد الطرقات في المدينة.
بالإضافة لتعرض عدة سيارات للانزلاق جراء الوحل وخروجها عن الطريق، في عدة مناطق شمال غربي سوريا.
واستجابت “فرق الدفاع” وعملت على شفط المياه المتجمعة وإبعادها عن الخيام والأماكن المتجمعة بها وقدمت المساعدة.
كما طالبت “فرق الدفاع المدني” المدنيين في المخيمات بضرورة تدعيم خيامهم وتثبيتها بشكل جيد. بالإضافة لحماية الأطفال والمسنين من تقلبات درجات الحرارة المفاجئة حفاظاً على سلامتهم، والابتعاد عن مجاري السيول وأماكن تجمع المياه. والإبلاغ في حال حصول أي طارئ.
هذا ودعت السائقين بضرورة الحذر أثناء القيادة وتخفيف السرعة. والتأكد من الحالة الفنية للمركبات من ماسحات الزجاج والمكابح والأضواء الكاشفة للضباب.
“محمد العثمان” مسؤول في “فريق الدفاع المدني” أشار إلى قيامهم بإرسال عدد من آليات الفريق إلى المخيمات الغارقة في المياه. من أجل تصريفها لخارج المخيم، معتبراً أن الكثير من الأهالي كان يرتجفون من البرد بسبب درجات الحرارة المتدنية.
وأوضح في حديث لموقع “هيومن نيوز”: “لا يمكن وضع خطة طوارئ لمواجهة الكارثة قبل حدوثها بسبب كثرة المخيمات. وعدم وجود بنية تحتية صالحة لتصريف مياه الأمطار خلال فصل الشتاء في المنطقة”.