مع قدوم شهر رمضان المبارك بدأت عدد من الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية طرح عدد من المبادرات والمشاريع بهدف مساعدة المحتاجين والفقراء، سيما في ظل ما تعيشه المنطقة من فقر وجوع وغلاء في أسعار المواد الغذائية.
العديد من المنظمات الإنسانية توجهت إلى توزيع وجبات الطعام اليومية على الصائمين، وبعضها توجه إلى توزيع الخبز والسلال الغذائية، فضلاً عن إقامة موائد رمضانية يجتمع عليها الكثير من الأشخاص وخاصة الأسر والعوائل الفقيرة.
ولعل أبرز المبادرات والمشاريع التي شهدتها محافظة إدلب ونالت إعجاب الكثيرين كان مشروع عرباية الخير، والذي قدمه فريق “إدلبيون التطوعي” في مدينة إدلب، المبادرة تتضمن توزيع المشروبات بما فيها العرقسوس والتمر الهندي والجلاب، مساء كل يوم على مدار الشهر.
وحول هذا المشروع قال “إبراهيم زيدان” مدير الفريق لهيومن نيوز: “إن عرباية الخير هو مشروع بسيط يلامس نبض الشارع في المحرر، ويحاول أن يؤمن للناس حاجتهم من المشروبات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها خلال الشهر الكريم، التي لم يعد بمقدور العديد من الناس الحصول عليها نتيجة ارتفاع أسعارها، فكان انطلاق المبادرة من غياب أجواء الشهر الفضيل وحالة الفرحة التي كانت تشهدها مدن وبلدات إدلب فترة قبل أذان المغرب”.
وأضاف زيدان: “أردنا خلال هذا المشروع البسيط أن نعيد إحياء تلك الأجواء، من خلال جوبنا الشوارع وتوزيع المشروبات بأجواء رمضانية بحتة من خلال النداء على المشروبات مع اللباس العربي التقليدي الذي طالما كان يسود في مثل هذه الأيام على امتداد قرى وبلدات ومدن المنطقة”.
وأكد (زيدان) “نستهدف خلال المبادرة شوارع مدينة إدلب والمدن المجاورة لها، ونعمل على توزيع المشروبات الرمضانية من سوس وجلاب وتمر هندي بالإضافة الى حلوى المعروك، ولا توجد فئة معينة مستهدفة من المشروع فكل من تمر عرباية الخير من جانبه له الحق في الحصول على شيء من المشروب المتوفر فيها”.
ولفت زيدان في حديثه: “كما يقدم فريقنا بعض النشاطات الترفيهية للأطفال اللذين يجوبون معنا الشوارع عن طريق متطوعي الفريق، هادفين بهذا تخفيف الضغط النفسي الذي يتعرض له أبناؤنا وزرع حب الشهر الفضيل في نفوسهم”.
يشار إلى أن هذه المبادرات وغيرها جاءت نتيجة غياب الأجواء الرمضانية مقارنة بالسنوات السابقة، وذلك بسبب الواقع الاقتصادي المتردي الذي تشتهده المنطقة وما خلفه من غلاء وارتفاع أسعار غير مسبوق، وسط الفقر وغياب فرص العمل وانتشار البطالة في المنطقة.