الرئيسيةشخصيات ومبادراتسخر خبرته الطبية لعلاج الفقراء واللاجئين وساهم بنشاطات إنسانية في دول عربية وأفريقية .. من هو الطبيب المغربي “زهير لهنا”؟
شخصيات ومبادرات

سخر خبرته الطبية لعلاج الفقراء واللاجئين وساهم بنشاطات إنسانية في دول عربية وأفريقية .. من هو الطبيب المغربي “زهير لهنا”؟

لم يكتفي بالعمل في عيادته الطبية ليحصل على لقب طبيب يداوى المرضى، بل سعى لأن تكون خدماته إلى الفئات التي تعاني من الأزمات وكذلك من الفقر، ليسجل اسمه كواحد من رواد العمل الإنساني في العالم.

“زهير لهنا” الطبيب والجراح المغربي الذي يحمل الجنسية الفرنسية، وصلت خدماته الإنسانية والطبية للعديد من الدول العربية ولم يكتفي بذلك بل وصل نشاطاته إلى دول إفريقية فقيرة.

ومن أبرز نشاطاته الإنسانية إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث ساعد الجرحى كمان ساهم في دعم الضحايا خلال الأزمة السورية، وقد أقام في المغرب عيادة لتقديم علاجات مجانية للفقراء واللاجئين.

من هو زهير لهنا؟

ولد الطبيب زهير لهنا في مدينة “الدار البيضاء” عام 1966 وهو أب لأربعة أبناء، وينحدر من عائلة متوسطة وكان يعاني في صغره من الربو، ويقول إن هذه المعاناة هي التي دفعته لدراسة الطب.

حصل (لهنا) على إجازة الطب العام من جامعة “الحسن الثاني” بالدار البيضاء عام 1992، ثم سافر إلى فرنسا لدراسة تخصص الأمراض النسائية وحصل على عدد من الشهادات الجامعية في التوليد والأمراض النسائية، ومنها دبلوم الجراحة عام 1998.

وشغل الطبيب المغربي منصب رئيس المصحة التابعة لجامعة “باريس السابعة”، ومنصب نائب منظمة “الدعم الطبي” بفرنسا، وهو عضو في الفرع الفرنسي لمنظمة أطباء بلا حدود.

بدأ (لهنا) عمله الإنساني الطبي منذ العام 1998، إذ انضم إلى منظمة أطباء “نساء بلا حدود” وهي منظمة فرنسية منضوية تحت لواء منظمة “أطباء بلا حدود”، وكان دافعه مساعدة الناس بما يملك من تخصص طبي، وذلك من منطلق أن الإسلام يحث على أن يساعد المسلم أخاه.

ويقول إن من الوقائع التي دفعته لتسخير جزء من وقته وعلمه للعمل الإنساني هو الصدمة التي أصيب بها جراء ما عاينه من أحوال مزرية في مستشفيات عامة في المغرب، حيث لا يُحترم المرضى وتساء معاملتهم ويجري تعنيفهم.

ومن أجل إيجاد وقت للعمل الإغاثي الطبي، انتقل (لهنا) من العمل مديراً لمصحة في فرنسا إلى طبيب اختصاصي يكسب قوت حياته بالعمل متنقلاً بين عدد من المستشفيات والمصحات في باريس.

زار (لهنا) الكونغو عام 2004 حيث أجرى عمليات جراحية لترميم ما خلفته الولادات المستعصية من أضرار على الأمهات لكي يعشن حياة طبيعية، كما أشرف على تدريب قابلات للتدخل في حالات الولادات الصعبة، كما قام بمهام إنسانية وتدريبات للقابلات في بلده الأم المغرب سيما في جنوب البلاد، فضلاً عن دول أفريقية مثل ليبيا وجزر القمر وإثيوبيا، وآسيوية مثل الهند وأفغانستان.

وقد ذهب (لهنا) إلى فلسطين سبع مرات وقام بمهمة إنسانية في “جنين” بالضفة الغربية عام 2006، كما زار “قطاع غزة” إبان العدوان الإسرائيلي للعام 2008 مع مجموعة من الأطباء الفرنسيين، وعمل في مستشفى الهلال الأحمر في “خان يونس”.

وعاد مرة ثانية إلى قطاع غزة إبان عدوان 2013 مع تجمع أطباء فلسطين بأوروبا الذين كانوا يريدون تنفيذ مخطط لتدريب الأطباء في “غزة” بسبب الحصار المفروض عليهم، نظراً لصعوبة إجرائهم تدريبات لتقوية قدراتهم.

وكان مقررا أن يجري في صيف العام 2014 تدريب في الجراحة المهبلية للنساء وجراحة بالمنظار في قطاع غزة، ولكن إسرائيل شنت عدواناً في يوليو/تموز 2014، فدخل (لهنا) ضمن فريق طبي متطوع في الأسبوع الأول من بدء العدوان.

وفي حديث ل “الجزيرة نت” قال “زهير لهنا”، إنه لم يكن يكتفي أثناء عمله التطوعي في “غزة” بالتدخل في مجال تخصصه وهو أمراض التوليد، ولكنه عمل في قسم الطوارئ وفي الجراحة العامة بمستشفى “ناصر” ومستشفى “الشفاء”، وأيضاً في مجمع “النساء” لإجراء عمليات الولادة القيصرية الناتجة عن مضاعفات القصف الإسرائيلي.

ويضيف (لهنا) أن تجاربه أثناء حروب العدوان الإسرائيلي علمته بأن هناك خيطاً رفيعاً بين الحياة والموت، ويقول إن هذه التجارب قوّت علاقته بالله وبالإيمان بالقضاء والقدر، ويتابع أن أكثر ما آلمه في حملات العدوان الإسرائيلي على “غزة” هو مشاهد مقتل الأطفال، ثم تدمير الاحتلال لعشرات المساجد في غزة، بينهم المسجد “العمري” التاريخي.

وزار (لهنا) مخيم “الزعتري” للاجئين السوريين في الأردن عام 2013، ضمن وفد طبي فرنسي لإقامة وحدة للتوليد، كما زار المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة عدة مرات، لإجراء عمليات جراحية وتقديم تدريبات للقابلات السوريات ولطبيبات الأمراض النسائية في مشافٍ عديدة بمحافظتي “حلب وإدلب”، وذلك بسبب النقص الحاد في الأطر الطبية المتخصصة في ظل كثرة ضحايا قصف نظام الأسد وحليفه الروسي.

وفي 2014 بدأ (لهنا) العمل مع اتحاد المنظمات الإغاثية السورية، الذي يضم أطباء سوريين في فرنسا يساعدون المدنيين ضحايا الحرب السورية.

وقد أقام الاتحاد مركزا للتدريب في منطقة “باب الهوى” الحدودية بين تركيا وسوريا، حيث أجروا دورات تدريبية لسوريات ليصبحن مولدات، بالنظر إلى النقص الشديد للأطر الطبية النسائية المتخصصة في أمراض النساء في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وفي يونيو/حزيران 2016، نال الطبيب (لهنا) رخصة من وزارة الصحة المغربية لفتح عيادة في حي بمدينة الدار البيضاء لتقديم العلاج للفقراء واللاجئين السوريين والأفارقة بالمجان، وذلك بعدما رفضت السلطات الصحية الترخيص له بفتح مصحة بداعي منع المنافسة غير الشريفة مع باقي المصحات.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2016 أطلق الطبيب المغربي حملة لتعبئة المسلمين في فرنسا، لجمع تبرعات لمساعدة اللاجئين السوريين الذين يعيشون ضمن ظروف صعبة في فرنسا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *