ياسمين الأصلان
ماتزال قصص النجاح والتميز مستمرة رغم كل الصعوبات التي تحيط بالسوريين، وفي ظل الحرب والتهجير والغلاء والوضع الاقتصادي المتردي، هناك من يصنع لنفسه نجاحاً مميزاً وبإمكانيات بسيطة عن طريق الإصرار والمتابعة.
(دلع كلاوي) المنحدرة من مدينة إدلب تولد 2003، أسرها جمال الألوان والزخارف وروعة الخط العربي، كان الإعجاب في كل مرة يقودها لمتابعة تعلم الرسم وفن الخط العربي، محبتها للألوان والزخرفة واندماج الخط معهم كان يشد انتباهها بقوة وبشكل ملفت.

وفي حديث لموقع (هيومن نيوز) مع (دلع كلاوي) قالت: “موهبتي بدأت في المرحلة الابتدائية، حيث لفت خطي انتباه المدرسين والطلاب، كان يُطلب مني أن اكتب العناوين الأساسية للدروس، إعجابهم كان أمراً محبباً وحافزاً لأن اتعلم فن الخط العربي، وكانت المحاولة الأولى بتخطيط مجلات الحائط في المدرسة وتزيين الصف، بينما كان حبي للأشغال اليدوية يزداد، وازدادت معه العقبات التي لم تكن سهلة، كالتهجير والحرب والقصف التي عانى منها كل الناس في الشمال السوري، ورغم كل هذا لم يكن عائق أمام طموحي”.
أضافت (كلاوي): “أهلي كانوا ومازالوا الداعم الأقوى لي، لاقت هوايتي محط اهتمام ورعاية ومتابعة منهم وخاصة عندما استطعت تنظيم وقت العمل ووقت الدراسة التي نجحت فيها، ومازلت متابعة حتى الآن دراستي في معهد الطبي اختصاص قبالة”.

وعندما وصلت(كلاوي) إلى المرحلة الثانوية خلال وقتٍ كانت موهبتها في تطور دائم، تعلمت فن الخط العربي عبر الانترنت عن طريق إعلان عن دورة تدريبية على إحدى المجموعات، أتقنت خلالها أساسيات خط الرقعة، وبعد انتهاء الدورة تابعت تدريبها عبر التغذية البصرية من الانترنت والتدريب المكثف، حتى استطاعت أن تطور خطها بشكل جيد وبفارق كبير عما كان عليه.
(كلاوي) تابعت حديثها لهيومن نيوز: “بعد هذا الاتقان للخط العربي بت أدمج الأعمال اليدوية مع الخط، وبدأت بكفرات الجوال وحافظات الحرارة وبطاقات التخرج والحفلات والخشبيات، شكلت لنفسي بصمة خاصة بي أميز أعمالي عن غيرها، وتكون لمساتي الإبداعية موجودة في أعمالي الخاصة”.
وعند سؤال (موقع هيومن) لها عن كيفية تأمين المواد الأولية لعملها وطريقة تصريفها للمنتجات قالت: “كنت أجد صعوبة في تأمين المواد لقلتها، وغلاء أسعارها، لكن الأهل كانوا معي وساعدوني في تأمينها، فمنهم كنت استمد القوة في المتابعة والتطور، كما أن
تصريف المنتجات كان عن طريقهم أولاً، والأقارب والأصدقاء ثانياً، ومن ثم عن طريق الانترنت والتواصي وانتشار أعمالي في محيط أوسع، وقد لا أكون أجني تلك الأرباح الكبيرة، إلا أنها مرضية لي على الأقل لاستمر وأطور من موهبتي وعملي”.

وأكملت (كلاوي): “لايوجد شيء اسمه مستحيل، بالإصرار والاعتماد على الذات نتمكن من تخطي الصعاب، وفي النهاية العمل والاجتهاد شيء أساسي في الحياة، علينا أن نستمر ونسعى في تطوير أنفسنا وعملنا مع تنظيم الوقت، فلايكون نجاح العمل على حساب أمور أخرى”.
(دلع كلاوي) ختمت حديثها لموقع هيومن نيوز بالقول: “أنا أحب متابعة عملي وتطوير موهبتي من خلال كل جديد، كل الصعوبات لا تشكل عائقاً أمامي، أنا مصرة وبشدة على تطوير موهبتي لتصبح عملاً في نطاق أوسع أثبت فيه اسمي الخاص في هذا المجال، ويكون مصدر دخل كافي لاعتمد فيه على نفسي كلياً واستعين به على دراستي وكل أمور حياتي”.