أجبرت حركة “طالبان” الأفغانية المنظمات الإنسانية العاملة في البلاد. على إعادة النظر في طريقة عملها الميداني بعد حظر عمل النساء الأفغانيات في المنظمات الإنسانية غير الحكومية داخل البلاد.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مديرة الاتصالات في منظمة “لجنة الإنقاذ الدولية” في أفغانستان “سميرة سيد-رحمن” قولها: “كان علينا أن نتّخذ قراراً صعباً جداً حول استمرارنا أم لا من دون موظفاتنا وقد توصّلنا إلى نتيجة مفادها أنّه من المستحيل بالنسبة إلينا مواصلة أنشطتنا في البلاد من دونهنّ”.
وخلال نهاية العام الماضي أمرت وزارة الاقتصاد في حكومة حركة “طالبان” كلّ المنظمات غير الحكومية بوقف عمل موظفاتها. تحت طائلة إلغاء ترخيصها بالعمل في حال عدم امتثالها.
وأوضحت الوزارة في رسالة وجّهتها إلى تلك المنظمات المحلية والدولية. أنّها اتخذت هذا القرار بعد ورود “شكاوى جدية” بشأن عدم التزام العاملات بوضع الحجاب.
من جهتها أعلنت منظمات عدّة غير حكومية من قبيل “لجنة الإنقاذ الدولية”. التي تضمّ نحو 3000 امرأة من بين نحو 8000 موظف، أنّها سوف تعلّق أنشطتها، وطلبت من حركة “طالبان” رفع الحظر.
وكشفت الوكالة الفرنسية أن نحو 1260 منظمة غير حكومية تنشط في أفغانستان. حيث توظّف هذه المنظمات آلاف النساء في مواقع أساسية، وذلك لبرامج المعونة الغذائية وفي مجالات الصحة والتعليم والصرف الصحي.
في سياق متصل، نقلت الوكالة عن نائبة رئيس منظمة “كير – أفغانستان”. “ريشما عزمي” قولها: “إنّ عاملات الإغاثة يساعدنَ في تحديد المستفيدات (من البرامج) وتسجيلهنّ وتدريبهنّ”. علماً أنّ النساء يمثّلنَ 38% من عدد موظفي المنظمة.
وأوضحت أنّه “من الصعب جداً على رجل أن يتواصل مع امرأة إذا لم يكن مقرّباً منها. وهذه الأعراف المجتمعية متجذّرة بعمق في بلد محافظ جداً في الأساس”. لكنّ حركة “طالبان” ترى أنّه ما زال في إمكان المساعدات أن تصل إلى العائلات من خلال تقديمها لرجال الأسرة. الأمر الذي يجعل الاستغناء عن الموظفات ممكناً.