قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنه مع دخول الأزمة في سوريا عامها الثاني عشر، نشأ جيل كامل من الأطفال السوريين كلاجئين في البلدان المجاورة، لم تسنح للبعض منهم فرصة رؤية وطنهم أبداً، والبعض الآخر لا يذكرون شيئاً عنه.
المفوضية أوضحت أنه على مدى السنوات الـ 11 الماضية من الصراع وعدم الاستقرار، التمس ما يقرب من 5.7 مليون سوري الأمان في كل من تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، ولا يرى البعض سوى أمل ضئيل للعودة إلى الوطن في المستقبل القريب.
ووفقاً لبيانات المفوضية، يشكل الأطفال ما يقرب من نصف اللاجئين السوريين، في حين أن ثلثهم يبلغ من العمر 11 عاماً أو أقل ولم يكونوا قد ولدوا عندما كان بلدهم ينعم بالأمان.
وأوضحت المفوضية أنه على الرغم من ذلك، لا يزال العديد من هؤلاء الأطفال يشعرون بارتباط عميق بوطنهم غير المألوف بالنسبة لهم، ويتشبثون بالأمل في العودة إلى هناك بأمان في يوم من الأيام.
كما أشارت المفوضية إلى أن الأطفال يحملون صورة سوريا في أذهانهم، مرتكزين في ذلك على القصص التي رواها لهم آباؤهم، والدردشة على الهاتف مع الأقارب الذين بقوا في البلاد، أو من خلال الصور العائلية والتقارير الإخبارية.
المفوضية وعن طريق فعالية لها، دعت من خلالها بعض الشبان السوريين في جميع أنحاء المنطقة لرسم صور حول الوطن كما يتخيلونه ووصف ما رسموه، وشارك في الفعالية أطفال سوريون يقيمون في لبنان وتركيا والعراق والأردن ومصر وكانت تحت إشراف مجموعة من المعلمين والمرشدين المدربين، والذين يستخدمون الفن بانتظام كشكل من أشكال التعبير عن الذات وما يدور في خواطرهم، حيث تمكن الأطفال من تبادل مشاعرهم حول وطنهم وكشف النقاب عن آمالهم لمستقبل سوريا.
