أمين العلي
يشتهر السوريون خلال شهر رمضان بصناعة الكعك والحلوى، والتي تعتبر أساسية على موائد إفطارهم، لكن نوعاً من هذه المعجنات يتناوله السوريون بشكل خاص وبكثرة خلال شهر رمضان المبارك حتى بات يعرف أحيانا باسم كعكة رمضان أو “المعروك”، الذي لم يتخل السوريون عنه رغم ارتفاع الأسعار والضائقة المادية لدى الكثير منهم وما عاشوه من ظروف التشرد والنزوح.
“محمد شيخو” صاحب أحد أفران لمعجنات مدينة عفرين يتحدث لهيومن نيوز عن أهمية “المعروك” بالنسبة للسوريين وحضوره على موائدهم الرمضانية ويقول “أنا من أهالي مدينة عفرين ولدي فرن معجنات نعمل خلال شهر رمضان بشكل مستمر لصناعة أنواع متعددة من الكعك وأهمها “المعروك” كونه الأكلة الشعبية الأكثر طلبا في رمضان ولأنه رخيص الثمن وفي متناول الجميع”.
ويضيف “شيخو” يتناول الأهالي “المعروك” على الإفطار وفي السحور والكثير من الزبائن يقصدون الفرن لشرائها ومنهم من يأخذ أربع أو خمس أقراص بشكل يومي، وكل منهم حسب عدد أفراد أسرته وهذا أيضاً لا يمنع أصحاب الدخل المحدود من شراء هذه الحلوى كونها رخيصة الثمن مقارنةً بغيرها من الحلويات”.
وعن صناعة هذه الحلوى وموادها الأولية يقول “شيخو”: نصنع “المعروك” من العجين يضاف إليه السكر والفانيلا والخميرة بحسب الكمية المطلوبة وبعد أن تصبح العجينة جاهزة نضعها على طاولة خاصة بتقريص العجين ونقوم بتقطيع العجين إلى كتل متساوية من خلال وزنها بميزان خاص ثم نضع الأقراص داخل المخمر البخاري لمدة نصف ساعة وبعدها نخرجها ونعرضها للتهوية مدة خمس دقائق وبعد ذلك نقوم بوضعها في الفرن الحراري على درجة حرارة مئتان وخمسون لمدة عشرين دقيقة لتصبح تلك الأقراص معروك جاهز ثم ندهنها بالقليل من القطر ونعرضها للبيع أمام الفرن وذلك قبل الإفطار بساعتين حيث يبدأ إقبال الكثير من الأهالي في هذا الوقت طلبا للمعروك بالتحديد.
“عبد الله” أحد الزبائن وهو مهجر من ريف حلب الجنوبي يقول لهيومن نيوز ” لقد أصبح “المعروك” وجبة رئيسية بالنسبة لنا خاصةً برمضان وبتنا نعتبره وجبة تفتح الشهية على الإفطار، وأطفالي لا يمكن أن يتناولوا إطارهم دون وجود “المعروك” كإحدى الوجبات الرئيسية التي تزين سفرة رمضان”.
وليس في الداخل فقط وكذلك رافق المعروك السوريون إلى بلدان لجؤوهم وصار بمقدروك معرفة الأحياء التي يوجد فيها سوريون وخاصة في شهر رمضان في كل من تركيا ولبنان والأردن وحتى بعض الدول الأوروبية من خلال وجود المعروك كما يقول أبو زيد أحد اللاجئين السوريين في تركيا والذي يضيف قائلا: في بداية اللجوء إلى تركيا لم نكن نجد أفرانا تصنع المعروك فاضطرينا في السنين الأولى لصناعته في المنزل ولكن اليوم أصبح متوفر في تركيا بسبب وجود أعداد كبيرة من السوريين كما لو في أي مدينة سورية أخرى
وتعمل عدد من الأفران في مدينة عفرين شمال حلب لتقدم المعجنات والحلوى بشكل مستمر وبأسعار مقبولة، بحيث يستطيع أصحاب الدخل المحدود شراء ما تقدمه تلك الأفران خلال شهر رمضان.