عثر الأهالي أول أمس على جثة لشاب في مقتبل العمر تم تشويهها واستئصال بعض الأعضاء منها، قبل أن يتم رميها على أحد الطرق الفرعية في ريف مدينة عفرين شمالي حلب.
وتعرف المدنيون على صاحب الجثة وهو الشاب محمود رحال من قرية “الفطيرة” الواقعة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، والذي يعمل مع فصيل فيلق المجد التابع للجيش الوطني.
وتضاربت الروايات بعد العثور على جثة الشاب، فهناك من أكد أن أعضاءه تم استئصالها بطريقة طبية، معتبرين أن عصابة قتلته بهدف الاتجار بالأعضاء، فيما قالت مصادر أخرى أن الشاب كان متورطاً بعلاقة مع إحدى النساء، وبعد أن علم أقارب زوجها قتلوه وقطعوا عضوه التناسلي انتقاماً منه.
فيما تناقل الأهالي والنشطاء قضية القتل على أنها بدافع الشرف، وأن أهل محمود يعرفون القاتل ولكنهم لم يبلغوا عنه خشية أن تتطور القضية وتصل إلى اقتتال بين العائلتين قد يؤدي إلى ما هو أسوأ من ذلك، في ظل الفلتان الأمني الذي تعيشه المنطقة.
وبحسب ما نقلت مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن القتلة قطعوا طريق محمود أثناء توجهه من إحدى مشافي عفرين إلى مكان إقامة أهله في قرية “ماملي” الواقعة شرق راجو بنحو 15 كم، والتي تبعد بدورها عن عفرين 45 كم ومن ثم قتلوه وشوهوا جثته.
أحد معارف الشاب محمود نفى رواية القتل بدافع الشرف والانتقام، وقال لموقع (هيومن نيوز): “إن محمود يعمل في الجناح العسكري مع فيلق المجد ويرابط في منطقة ريف حلب الغربي، ومشهود له بسلوكه الجيد وسمعته الحسنة بين كل معارفه وأصدقائه”.
المصدر أشار إلى أن عائلة محمود اتصلت به وأبلغته بنقل والدته إلى المشفى، وعندما وصل المشفى تواصل معه أخوه وأبلغه بخروج أمه منها، فتوجه إلى المنزل وكان هذا الاتصال الأخير به قبل العثور على جثته في اليوم التالي مرمية على قارعة الطريق وليس عليها أية خدوش أو آثار تعذيب أو ضرب ولا طلق ناري، إنما فقط استئصال لبعض الأعضاء.
ولفت المصدر إلى أنه تم استئصال الأعضاء التناسلية كما سلخ وجه الضحية بالكامل من الجبهة الى الذقن وتم استئصال العينين، مشيراً إلى أن ذلك تم بطريقة مهنية تظهر أن من قام بذلك يمتلك خبرة جيدة في الجراحة، وأنه ليس على غرار القصص السابقة، ما يضعف من رواية أن ما تعرض له محمود يأتي في إطار الثأر أو الانتقام.
كما أوضح المصدر وجود لكمة بأداة حادة بالجهة اليمنى من الرأس، وهو ما أكده تقرير الطبيب الشرعي لكن هذه اللكمة لا يمكن أن تؤدي الى الوفاة، وقد وقعت الحادثة في الساعة 10:35 ليلاً، وهو نفس الوقت الذي اتجه فيه محمود من المشفى إلى منزل أهله قبل أن يتم العثور على جثته.
وبحسب المصدر فإن ما تعرض له محمود لا يمكن أن يكون بدافع الثأر أو الانتقام، حيث عثر على جميع أغراضه مثل الهاتف المحمول ومفتاح دراجته النارية، وهذا دليل على أنه وضع الدراجة في مكان ما قبل أن يتعرض لعملية القتل واستئصال الأعضاء، مؤكداً عدم وجود أية آثار لضرب أو تعذيب.
وأشار المصدر المقرب من محمود إلى أن عملية استئصال الأعضاء التناسلية قد تأتي في إطار التعمية عن الجريمة، وحتى يظن الناس أنها بدافع الشرف نتيجة وقوع جرائم مشابهة في وقت سابق كان السبب وراءها دافع الشرف.
وتشهد مناطق الشمال السوري عمليات قتل واغتيالات وتفجيرات مستمرة تستهدف شخصيات مدنية وعسكرية سُجل معظمها ضد مجهول، في حين أحصى مكتب شؤون الجرحى والمفقودين اختفاء أكثر من 143 شخصاً حتى الآن منذ بداية العام الجاري، عاد معظمهم فيما لم يعرف مصير الآخرين حتى الآن.