في إحدى القاعات الدراسية ضمن إحدى الثانويات بدأت المعلمة السورية “أحلام الرشيد” مسيرتها كمعلمة لمادة اللغة العربية، واشتهرت “الرشيد” التي تنحدر من بلدة “حاس” جنوبي إدلب بتميزها في طريقة التدريس، ما دفع عشرات الطلاب قبل اندلاع الثورة إلى التسجيل على دورات تعليمية في أحد المعاهد التي تدرس فيها للاستفادة من خبراتها.
وبعد انطلاق الثورة السورية ومع حاجة السكان للمساعدة نذرت “الرشيد” نفسها لمساعدة النازحين والفقراء بالإضافة إلى عملها في سلك التعليم والتدريس والمعاهد التعليمية.
(الرشيد) كانت قد نزحت مع عائلتها باتجاه بلدة “أطمة” على الحدود السورية التركية بريف إدلب الشمالي، وبدأت العمل على مساعدة النازحين وتأمين خيام للكثير منهم، كذلك عملت على تأسيس فريق خيري تطوعي يتكون من عدة نساء، مهمته تفقد العائلات الأكثر فقراً وتأمين دعم لهم.
وفي عام 2017 حصلت “الرشيد” على جائزة من بين أفضل 100 شخصية بالعالم، والتي تقدمها شبكة “بي بي سي” البريطانية.
كذلك ترشحت إلى مسابقة رواد الفكر العربي ونجحت بالدور الأول، حيث بات يعتبرها الناس في الشمال السوري رمزاً للعمل الإنساني، فضلاً عن لعبها دوراً مميزاً في واقع المرأة السورية، لما ساهمت به وتركته من أثر كبير وبارز خلال السنوات العشرة الماضية وفي جميع المجالات.
وبهدف تحقيق حلمها القديم أسست “الرشيد” مدرسة نموذجية شمال سورية بهدف استيعاب أكبر قدر من الطلاب ومواجهة التسرب التعليمي.
وحول تحقيق حلمها القديم قالت “أحلام الرشيد”: أطلقنا على المدرسة التي أنشأتها بريف إدلب الشمالي اسم مدرسة “الأحلام”، ليس فقط لأن اسمي أحلام بل لأنه حلم بالنسبة لي أن يكون لدي مدرسة نموذجية أربي فيها الأجيال القادمة، وهو حلم كل معلم أن يرى طلابه متفوقين وحلم أهالي الطلاب أن يطمئنوا على مستقبل أولادهم بعد سنين النزوح والحرب التي فرضها علينا نظام الأسد”.
وأضافت الرشيد في حديث لموقع هيومن نيوز: “غالبية الطلاب في المدرسة من المخيمات وبعد تركهم لبيوتهم وانقطاع بعضهم عن العملية التعليمية بسبب ظروفه الصعبة، وبدورنا نحاول أن نؤمن لهم الأجواء المناسبة، كحديقة في المدرسة وشلال وورود وحديقة للإناث وأجواء ترفيهة، كحجوزات كرة قدم للطلاب ومسابقات ترفيهية للطالبات واجتماعات لولاة الأمور وكل ما يساهم في نجاح الطالب وتميزه”.
وعن المدرسة أوضحت الرشيد: “المبنى يقع بين بلدة أطمة ومخيماتها، ويخدم طلاب منطقة دير حسان وعقربات وصلوة وأطمة، كما أن المدرسة مرخصة من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، والغاية منها استقطاب الطلاب الموجودين في المنطقة وتعليمهم، سواء كانوا قادرين أو غير قادرين على تلقي الدورس وخاصة الطلاب الفقراء وأولاد الشهداء والمعتقلين، وأبناء ذوي الاحتياجات الخاصة، فالمدرسة تضم جميع الفئات وتعتمد على دفع الأقساط، مع محاولتنا مراعاة هذا الأمر لجميع فئات المجتمع حتى نساعد جميع الطلاب متابعة تعليمهم”.
وحول آليات عمل هذه المدرسة لفتت الرشيد إلى أن “المدرسة بدأت في شهر نيسان من العام الماضي عمل مراجعات لجميع المواد لطلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، وبعد توسعة المدرسة هذا العام استقبلنا جميع الطلاب من مختلف المراحل الدراسية ضمن قسمين إحداها للإناث والآخر للذكور، كما يوجد كادر تعليمي ممتاز من ذوي الخبرة الكبيرة وطلاب متفوقين، ويوجد بعض الطالبات اللواتي مررن بظروف صعبة ومنهن المتزوجات، بدورنا نؤمن لهم الأجواء المناسبة لمتابعة الدراسة”.
وذكرت الرشيد في حديثها أنه رغم الكثير من التحديات التي تواجههم في المدرسة إلا أنهم قادرين على تحقق الكثير من الإنجازات، عن طريق تسيير إقامة عدد من الاجتماعات حتى تبقى إدارة المدرسة على تواصل مع أهالي الطلاب، بالإضافة لوحود قسم للدعم النفسي يتم العمل خلاله على تخفيف الضغوطات النفسية على الطلاب”.
وختمت الرشيد حديثها “يوجد بعض الطلاب لم نأخذ منهم الأقساط أبداً، فنحن لا نهتم كثيرا للأمور المادية بقدر كفاءة الطالب، فهناك طلاب وضعهم المادي لا يساعدهم على دفع القسط”.
جدير بالذكر أن المدرسة التي تضم 150 طالبة وطالبة، عملت إدارتها على تخفيف الأقساط على نحو ٧٠ طالب نتيجة سوء أوضاعهم المادية.
جزاكم الله خير الجزاء على هذه الكلمات الطيبة التي فعلا تعبر عن مكنونات انفسنا ورقي اهدافنا
نسعى دائما لنكون روادا في مجال العمل الانساني
والله من وراء القصد
شكرا جزيلا لكم
السيدة أحلام الرشيد من الرائدين في مجال الفكر والعمل الإنساني ..
أسأل الله لكِ التوفيق .. تستحقين أكثر من ذلك بكثير .. بالتوفيق ان شاء الله..