أيهم الشيخ
ارتفعت أعداد حوادث السير خلال الأشهر الماضية في مناطق شمال غرب سوريا، والتي خلفت عشرات الضحايا بحسب فريق “الدفاع المدني السوري”.
ووثقت فرق “الدفاع المدني السوري” إصابة 19 مدنياً بينهم 7 أطفال و4 نساء، يوم الثلاثاء رابع أيام عيد الأضحى، جراء 9 حوادث سير استجابت لها فرق الدفاع في مناطق شمال غربي سوريا.
ورصد الفريق حادثا سير في بلدة “إبلين” جنوبي إدلب تسببا بإصابة 6 مدنيين بينهم طفلان وامرأتان، وآخر في بلدة “بسنقول” بسهل الغاب أدى لإصابة 3 شبان.
كما استجاب لحادث بلدة “عزمارين” غربي إدلب أدى لإصابة رجل، وآخر في بلدة “ترحين” شرقي حلب أدى لإصابة طفلين.
فيما كان الحادث الأخير في قرية “قبة الشيح” بريف حلب أدى لإصابة امرأة، مع رصد انحراف سيارة عن مسارها على الطريق العام في بلدة “باتبو”، أدى لإصابة 6 مدنيين من عائلة واحدة.
كما وثق فريق الدفاع حادث لسيارة أخرى انحرفت عن مسارها في بلدة “حير جاموس” شمالي إدلب، وخروج سيارة أخرى عن مسارها في بلدة “الغزاوية” دون وقوع إصابات.
هذا وتُوفيت طفلة وأُصيب شقيقها وطفل آخر، إثر حادث سير وقع أمس الأربعاء، بالقرب من مخيمات “سجنة” بمنطقة “أطمة” بريف إدلب الشمالي.
بدورها أسعفت فرق الدفاع المدني العاملة شمال سوريا المصابين، وأمّنت أماكن الحوادث، وقدمت المساعدة لهم.
ونوّهت فرق الدفاع إلى ازدياد معدل الحوادث المرورية خلال الفترة الماضية شمال غربي سورية، حيث باتت ثقباً أسودَ تخطف أرواح المدنيين وتسبِّب إعاقات دائمة للكثيرين.
وطالب “الدفاع للمدني” السائقين، الالتزام بقواعد المرور وتخفيف السرعة لتفادي الحوادث، والحفاظ على مسافة أمان حقيقية مع المركبات الأخرى، وتجنب السلوكيات الخاطئة التي تشتت التركيز أثناء القيادة مثل استخدام الهاتف المحمول.
كما أكد على ضرورة عدم السماح للأطفال قيادة الدراجات النارية أو السيارات؛ لأنها أكثر أسباب الحوادث.
وقال “منير المصطفى” نائب مدير “الدفاع المدني السوري” لموقع هيومن نيوز: “ازدادت خلال الفترة الماضية الحوادث المرورية شمال غربي سوريا، وباتت ثقباً أسوداً تخطف أرواح المدنيين وتسبب إعاقات دائمة للكثيرين، وللأسف سجلنا رقماً قياسياً خلال أيام عيد الأضحى في عدد الحوادث وعدد الضحايا (إصابات ووفيات)، حيث استجابات فرقنا لـ 30 حادثاً أدت لوفاة 3 مدنيين وإصابة 52 آخرين، بينهم، 15 طفلاً و11 امرأة”.
(المصطفى) أضاف: “تزداد الحوادث في الأعياد بسبب السرعة على الطرقات وعند المنعطفات وفي الأماكن المزدحمة، وقيادة الأطفال للدراجات وعدم التزام المشاة بقواعد السلامة عند قطع الطرقات.
وتعتبر الكثافة السكانية العالية في المنطقة، والحمولة الزائدة للسيارات وخاصة الشاحنات منها، من أهم الأسباب الرئيسية للحوادث، والتي تؤدي لوقوعها بشكل متكرر”.
ولفت (المصطفى): “تعتبر رداءة الطرقات التي تعرضت لقصف مكثف من قبل النظام وروسيا، واحدة أيضاً من أسباب تلك الحوادث، بالإضافة إلى الاعتماد بشكل كبير على الطرقات الفرعية والجبلية سيما بعض سيطرة النظام وروسيا على مناطق مختلفة وقطعهم طرق رئيسية، وهي طرقات غير مجهزة لتخديم أعداد كبيرة من المدنيين”.
وأشار في حديثه: “استجابت فرقنا منذ بداية هذا العام حتى بداية شهر تموز، لأكثر من 600 حادث سير شمال غربي سوريا، أدت لوفاة أكثر من 24 شخصاً بينهم نساء وأطفال، فيما تم إسعاف أكثر من 590 شخصاً الى النقاط الطبية والمشافي”.
وأردف المسؤول في فريق الدفاع المدني: “لابد من توضيح مسألة مهمة، وهي أن الحد من حوادث السير هو عملية متكاملة تبدأ بالدرجة الأولى من السائق والمدنيين والتزامهم بإجراءات السلامة، وتنتهي بجودة الطرقات”.
وأكد المصطفى: “يكمن العامل الرئيسي بتجنب وقوع حوادث السير، باتباع الإرشادات والإجراءات العامة للقيادة والقيام بها على أكمل وجه وعدم التقصير فيها، وهي عدم الإسراع أثناء القيادة، تجنب استخدام الهاتف، عدم الانشغال بالمشروبات والمأكولات خلال القيادة، المحافظة على وجود مسافة بين المركبة وغيرها من المركبات الأخرى أثناء القيادة، وغيرها العديد من الإجراءات العامة”.
وورأى أنه: “من أهم العوامل التي تحفف الحوادث وجود جهة تضبط قيادة السيارات وأوزانها والسرعات وقوانين المرور، ويكون فرضها إلزامياً ولا يسمح للأطفال بقيادة الدراجات النارية أو السيارات”.
كما أعرب (المصطفى) عن شعوره بالأسى عند العلم بوفاة أي إنسان بسبب حادث سير، رغم كل حملات التوعية سواء بجولات الفرق أو عن طريق بعض الشاخصات الموزعة على الطرقات، والتي تحث على تخفيف السرعة والانضباط بمسارات السير.
ونوه إلى أن “حقيقةً استجابة الأهالي ضعيفة نوعاً ما، لأننا إلى اليوم ورغم وقوع مئات الحوادث وفي معظمها كانت نتائجها كارثية على الأهالي بفقدان أو إصابة أحد أفراد العائلة، فإننا نجد الأطفال يقودون السيارات والدراجات النارية وبسرعات كبيرة ودون وعي أو انتباه لأي إشارة تحذيرية، للحد من السرعة أو الانتباه للمنعطفات والمطبات على الطرقات”.
تجدر الإشارة إلى أن فرق “الدفاع المدني السوري” تعمل على تجهيز إشارات تحذيرية وممرات للمشاة في الطرق الرئيسية، وإصلاح بعض الطرقات بهدف الحد من حوادث السير للحفاظ على سلامة وحياة المدنيين.