أكدت وزارة الخارجية اللبنانية، أنها لم تعد قادرة على الاستمرار بالوسائل التقليدية المتبعة، إلى إبقاء اللاجئين السوريين في أماكن وجودهم.
وطالبت الوزارة الاتحاد الأوروبي بالتعاون لوضع خارطة طريق مشتركة، تسمح بعودة اللاجئين إلى ديارهم تدريجياً، حرصاً على استقرار لبنان والمصالح المشتركة مع أوروبا.
وقال بيان الوزارة: “إن أحداً لن يكون بمنأى عن تداعيات أزمة اللاجئين السوريين، مع تزايد ظاهرة زوارق الهجرة غير الشرعية المتجهة الى أوروبا”.
واعتبر بيان الخارجية أن أزمة اللاجئين السوريين سبب رئيسي للأزمة الاقتصادية في لبنان، مشيراً إلى أن زيادة التوترات والحوادث الأمنية بحق اللاجئين ترجع إلى أن السوريين يشكلون نحو 40% من السكان.
البيان أكد أن: “استمرار ربط عودة اللاجئين بالحل السياسي في سوريا، يعني بقاءهم في لبنان إلى أجل غير مسمى، في ظل غياب خارطة طريق لدى مجتمع الدول المانحة لعودة النازحين السوريين إلى وطنهم”.
كما هاجم البيان اللاجئين السوريين واتهمهم بالاستفادة من أزمة النزوح، عبر الحصول على مساعدات دولية مباشرة وانتقائية دون المرور بالسلطات الرسمية اللبنانية، ما يؤمن لهم مداخيل بالعملة الصعبة يرفدون بها الداخل السوري.
بدورها، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، عن قلقها الشديد إزاء الممارسات التقييدية والتدابير التمييزية التي يتمّ تفعيلها على أساس الجنسية، ما يؤثر على اللاجئين كما على غيرهم من الفئات المهمشة، في ظل ازدياد الأزمة الاقتصادية.
وقالت المفوضية في بيان لها، إن للأزمة الاقتصادية في لبنان وقعاً مدمراً على الجميع، وخاصة على من هم الأكثر ضعفاً، مؤكدة أن ما يشهده لبنان حالياً من زيادة حدة التوتر بين الفئات المختلفة، وبالأخص العنف ضد اللاجئين، يؤدي إلى تصاعد أعمال العنف على الأرض في عدد من المناطق والأحياء.
وطالبت المفوضية السلطات اللبنانية، بضمان سيادة القانون والوقف الفوري للعنف والتمييز ضد المستهدفين المقيمين داخل الأراضي اللبنانية.
هذا وتعرض عشرات اللاجئين السوريين في لبنان خلال الأسبوع الماضي لاعتداءات عنصرية، نتيجة حملات تحريضية على اللاجئين عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بطردهم، بحجة الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، “نجيب ميقاتي”، دعا المجتمع الدولي إلى التعاون مع لبنان لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، أو “سيكون للبنان موقف ليس مستحباً على دول الغرب”.