تسببت ارتفاع درجات الحرارة في ذوبان الجليد، ما أدى إلى ظهور درب صخري بين نهرين جليديين في جبال الألب بسويسرا.
أحد منتجعات التزلج المحلية أكد إن ذلك يحدث للمرة الأولى منذ ألفي عام على الأقل، معتبراً أن ذوبان الجليد هذا العام كان نحو ثلاثة أمثال متوسط عشر سنوات.
كما أشار إلى أن الصخور العارية يمكن رؤيتها الآن بين النهرين الجليديين “سيكس روج” و “تسانفلورون” على ارتفاع 2800 متر، وأن الدرب سيكون مكشوفاً بالكامل بحلول نهاية الشهر الجاري.
من جهته أشار “ماورو فيشر”، عالم الأنهار الجليدية في معهد الجغرافيا بجامعة “برن”: “منذ عشر سنوات قست ما ارتفاعه 15 متراً من الجليد هنا، وكل هذا الجليد ذاب منذ ذلك الوقت”، لافتاً إلى أن “ما رأيناه هذا العام استثنائي بالفعل، وهو في الحقيقة يتجاوز أي شيء قسناه من قبل”.
في السياق، كشفت دراسة نُشرت بمجلة “Nature Geoscience” أن نهراً جليدياً ضخماً في القارة القطبية الجنوبية، معرض لخطر الذوبان بمعدل أسرع مما كان متوقعاً في السابق، مهدِّداً كوكب الأرض بما سمّوه بـ”يوم قيامة وشيك”.
ونقلت الدراسة عن بعض الباحثين قولهم، إن جبل “ثوايتس” الجليدي، الذي يُشار إليه كثيراً باسم “جبل القيامة الجليدي”، ذاب بمعدل 1.3 ميل في السنة، على مدى 6 أشهر تقريباً، في الـ 200 عام الماضية.
وبحسب الدراسة، فإنه بات يذوب بوتيرة أسرع مرتين من المعدل الموثق سابقاً، لسرعة ذوبانه بين عامَيْ 2011 و2019.
ويشير الباحثون إلى حدوث لحظات من فوران التراجع السريع لكتلة الجبل الجليدي في القرنين الماضيين، خاصةً منذ منتصف القرن العشرين.
ونقلت الدراسة عن “روبرت لارتر”، الخبير الجيولوجي والمؤلف المشارك في الدراسة قوله: “إن انحسار الجبل الجليدي هو علامة رهيبة ومقلقة للمستقبل والحياة على كوكب الأرض، حيث تستمر درجات الحرارة بالارتفاع حول الكوكب، ما يُسهم بدوره في ارتفاع معدلات منسوب البحر”.
وبحسب الباحثين فإن: “جبل ثويتس يتمسك اليوم بأظافره في الحياة، ويجب أن نتوقع رؤية تغييرات كبيرة على نطاقات زمنية متقاربة في المستقبل – حتى من عام إلى آخر – بمجرد أن يتراجع الجبل الجليدي عن حجمه الحالي”.
ووفقاً للباحثين، فإن الجبل الجليدي حصل على لقبه المشؤوم بسبب الآثار “المخيفة” التي قد تنتج عن ذوبانه بالكامل، والتي يمكن أن ترفع مستويات البحار العالمية ما بين 3 و10 أقدام، أي من 0.9 إلى 3 أمتار كاملة تقريباً.
وبسبب تغير المناخ، تتراجع الكتلة المجمدة الهائلة للجبل الجليدي بشكل أسرع مرتين مما كانت عليه قبل 30 عاماً، وبات يفقد حوالي 50 مليار طن من الجليد سنوياً، وفقاً لمنظمة “Thwaites Glacier Collaboration” الدولية، التي تتابع تغيرات الجبل العملاق.