الرئيسيةالأخبارارتفاع أسعار الغذاء وانهيار قيمة الليرة التركية يضاعف مآسي السوريين
الأخبارسوريا

ارتفاع أسعار الغذاء وانهيار قيمة الليرة التركية يضاعف مآسي السوريين

أيهم الشيخ

تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في ارتفاع أسعار الغذاء عالمياً بشكل كبير، وانعكست بشكل رئيسي على المدنيين شمال غرب سوريا.

ويعتمد معظم السكان الذين يتجاوز عددهم 4 ملايين نسمة على المساعدات الغذائية في المعيشة، بظل عدم توفر فرص عمل وارتفاع معدلات الفقر.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كشف أن الحرب الأوكرانية الروسية أثرت بشكل سلبي على الأمن الغذائي للسوريين، الذين يعتمدون على الخبز المصنوع من القمح.

وبحسب البرنامج فإن انعدام الأمن الغذائي في سوريا وصل إلى مستوى غير مسبوق، وسط ارتفاع الاحتياجات الإنسانية إلى مستويات كبيرة.

وأشار البرنامج الأممي إلى أنه يعمل مع الشركاء الإنسانيين الآخرين حالياً على تكثيف استجابتهم، مع التركيز على أكثر الاحتياجات الأساسية وهو الخبز اليومي ميسور التكلفة، حيث أعلن عن إطلاق سلسلة من التدخلات الإنسانية المتكاملة لتعزيز سلسلة القيمة من القمح إلى الخبز.

وتتضمن خطة الاستجابة الأممية دعم المجتمعات الزراعية، وإعادة تأهيل أنظمة الري، وإصلاح المخابز العامة في سوريا، كما تشمل الخطة إعادة تأهيل مصنع الخميرة الوحيد في البلاد بمدينة حمص، بكلفة مليون دولار.

من جهتها، أكدت منظّمةُ “ميرسي كورب” الإنسانيةُ العاملة في مناطق شمال غرب سورية، أن “الآثارَ المتتاليةَ للصراع في أوكرانيا تهدّدُ بتفاقم انعدامِ الأمن الغذائي، والذي يتصاعد في سوريا بالفعل بعد عقدٍ من الصراع وعدمِ الاستقرار الاقتصادي”، مؤكدةً أن أسعارَ المواد الغذائية في بعضِ المناطق السورية ارتفعتْ بنسبة تصل إلى 67 % جرّاء الغزو الروسي لأوكرانيا.

كما أصدرت المنظمة تقريراً بيّنت فيه، إنه حتى قبلَ اندلاع الصراع في أوكرانيا، شهدت منطقةُ شمال غربي سوريا زيادةً بنسبة 86 % في أسعار المواد الغذائية، من كانون الثاني 2021 إلى كانون الثاني 2022.

كما أكد مديرُ بعثة المنظمة إلى سوريا (كيرين بارنز): “إنه حتى قبلَ بدء الحرب في أوكرانيا، أصبح شراءُ الخبز أمراً لا يمكن تحمّلُه بشكلٍ متزايدٍ بين السوريين”.

وأشار إلى أن الغالبيةُ العظمى من القمح التركي المستوردِ إلى شمالِ غربي سوريا هو من أصل أوكراني، ولا يوجد في المنطقة إنتاجٌ محلي يكفي لتغطيةِ احتياجاتها من الخبز.

وأضاف أن “انخفاضِ انتاج القمح في إدلب من 700 ألف إلى 33500 طنٍ، نتيجةَ قلّةِ الأراضي التي يمكن زراعتُها بسببِ قلّة هطولِ الأمطار، واستمرارِ الصراع، وتلوّثِ الأراضي”، متوقعاً تعطلُ توزيعِ الخبز المدعوم في مدينةِ إدلبَ ومناطق أخرى في المحافظةِ بالمستقبل القريب.

كما اعتبر أنْ تكونَ احتياطياتُ الوقود في المنطقة كافيةً لتستمرَّ لمدّةِ شهرٍ إلى شهرين، ويرجعُ ذلك بشكلٍ أساسي إلى عدم كفاية مرافقِ التخزين.

فيما أكد أنَّ أيَّ زيادةٍ في أسعار الوقود تُزيد من كلفةِ نقلِ الطعام، ويمكن أنْ تحدَّ من قدرةِ المخابزِ على استخدامِ الآلات اللازمة لإنتاج الخبز.

(عمر سليمان) هو أحد النازحين شمال غرب سوريا أكد أن العائلة التي كانت تحتاج قبل أشهر إلى 200 دولار شهرياً من أجل المعيشة، باتت تحتاج اليوم إلى 300 دولار بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات والخبز.

وأضاف في حديث لموقع هيومن نيوز أن “أبرز الارتفاعات في المواد شملت زيت دوار الشمس والسمن والسكر والشاي وهي حاجيات يومية تستخدمها العوائل، وباتت تقتصد فيها بشكل يومي”.

بدوره، أشار فريق منسقو استجابة سوريا في تقرير سابق، تسجيل ارتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية بالتزامن مع بداية شهر رمضان.

كما شهدت المنطقة ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار المواد بنسب متفاوتة وفق التصنيف التالي:
حيث ارتفعت أسعار الغذاء بنسبة 33.4 %، كما سجلت أسعار الحبوب ارتفاعاً بنسبة 29.2 %، و أسعار القمح بنسبة 42.3 %.

وبحسب الفريق فإن أسعار الزيوت النباتية سجلت ارتفاعاً بنسبة 62%، وأسعار الألبان بنسبة 17.9 %، كذلك أسعار السكر بنسبة 54%، و أسعار اللحوم بأنواعها بنسبة 34%، كما سجلت أسعار الخضار والفاكهة ارتفاعاً بنسبة 48%.

وذكر الفريق أن ارتفاع أسعار المواد جاء بالتزامن مع العجز الواضح في عمليات الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات المحلية، خاصة مع مقارنة أول يومين من شهر رمضان بالعام الماضي وانخفاض بنسبة 34% عن العام السابق.

كما أوضح الفريق أن الأوضاع الحالية تتطلب زيادة الرقابة على أسعار المواد بشكل عام في المنطقة، إضافةً إلى تحسين الأوضاع الإنسانية للمدنيين من خلال زيادة نسبة الاستجابة الإنسانية الفعالة تحديداً في الشهر الحالي، خاصة أن الآلاف من العائلات لم تعد قادرة على تأمين وجبة طعام واحدة يومياً.

وحث الفريق، المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة على زيادة مشاريع التغذية والعمل على شمولية كافة المناطق، بغية تحقيق استقرار فعلي للمدنيين عموماً والنازحين ضمن المخيمات بشكل خاص.

(أيمن نجار) وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية يشكو ارتفاع الأسعار بشكل يومي، حتى أن بضاعته باتت تكسد بسبب اضطراره لرفع الأسعار يومياً، نتيجة انخفاض سعر الليرة التركية وارتفاع أسعار الغذاء التي يشتريها التجار بالدولار.

وأوضح في حديث لموقع هيومن نيوز أن “الخضار والفواكه والمواد الغذائية والمحروقات حاجات أساسية لكل عائلة في الشمال السوري، وكلها ارتفعت بشكل كبير لذلك نحن نواجه كارثة مرتقبة”.

جدير بالذكر أن عدد من النشطاءِ على مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا خلال شهر رمضان الفائت، بمقاطعة محال الخضار والفواكه والتوقف عن شرائها، وذلك عقب وصول أسعارها إلى مستويات قياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *