الرئيسيةالإنسان اولاً“أماني بلور” طبيبة سورية حصلت على جائزة لإنقاذها مئات الأشخاص
الإنسان اولاًالمرآة والمجتمعفي الغربة

“أماني بلور” طبيبة سورية حصلت على جائزة لإنقاذها مئات الأشخاص

مع بداية عام 2020 حظيت الطبيبة السورية “أماني بلور” بجائزة “راوول وولنبيرغ”، من قبل مجلس أوروبا. وذلك لقاء دورها كبطلة فيلم “الكهف”، كما حظيت باهتمام إعلامي كبير.

وفي أواخر عام 2012 تخرجت (أماني) من كلية الطب البشري في جامعة دمشق. كانت تلك سنتها الأخيرة في الجامعة والسنة الثانية من عمر المظاهرات التي عمّت أرجاء البلاد منذ آذار 2011.

وتنحدر الطبيبة السورية من ريف دمشق. وبدأت كمتطوعة تساعد الجرحى ثم عملت كطبيبة في مشفى ميداني تحت الأرض في الغوطة الشرقية قرب دمشق اسمه “مشفى الكهف”. وهو محور قصة فيلم الزوجين المخرج “فراس فيّاض”، وكاتبة السيناريو “أليسار حسن”.

كما بقيت تعمل هناك حتى أبريل/نيسان من عام 2018. عندما انتهى حصار الأعوام الخمسة على غوطة دمشق بتهجير سكانها نحو الشمال.

وبحسب “بي بي سي” فإن (أماني) كانت من بين الذين ركبوا الباصات الخضراء وتهجروا من الغوطة الشرقية. التي كانت من أقوى معاقل المعارضة، نحو الشمال السوري، وبعدها طلبت اللجوء في تركيا، حيث تقيم.

وتم انتخاب الطبيبة السورية وهي في بداية الثلاثينيات من عمرها، لإدارة المشفى الواقعة في غوطة دمشق الشرقية.

وخلال لقاءات صحفية أكدت (أماني) أنها واجهت انتقادات كثيرة من المجتمع. وكثيراً ما سمعت تعليقا مثل “بدنا رجال بهيك مناصب”، في بداية عملها كمديرة المشفى.

وقال مجلس أوروبا في بيان له بعد تسليمها الجائزة. “حصلت أماني على جائزة راوول وولنبيرغ بفضل شجاعتها وجرأتها وحرصها على إنقاذ حياة مئات الأشخاص أثناء الحرب السورية”.

وآنذاك قالت الأمينة العامة للمجلس. “ماريا بيتشينوفيتش بوريتش”، في بيان: “الطبيبة أماني بلور مثال ساطع للتعاطف والفضيلة والشرف الذي يمكن أن يظهر حتى في أحلك الظروف وسط الحرب والمعاناة”.

وأضاف البيان: “كانت الطبيبة الشابة قد تخرجت للتو من الجامعة. بدأت الدكتورة أماني كمتطوعة تساعد الجرحى وانتهى بها المطاف بعد سنوات كمديرة لفريق مؤلف من 100 شخص”.

ولفتت (بوريتش) أنه: “أصبح الكهف منارة أمل وسلامة لكثير من المدنيين المحاصرين هناك. خاطرت الدكتورة بلور بسلامتها وبأمنها لتساعد من كان بأمس الحاجة لمساعدتها .. أنقذت هي وزملاؤها حياة كثير من الناس، من ضمنهن أطفال عانوا من تأثير الأسلحة الكيميائية”.

وخلال لقاء صحفي سابق قالت (أماني) أن آخر شهر من وجودها في الغوطة كان “من أسوأ” أيام حياتها كطبيبة. ذلك بسبب ما رأته من حالات البتر أجريت خاصة لأطفال، وبسبب وضع الأطفال الذين عانوا من سوء تغذية. واضطروا للبقاء لأيام متواصلة بلا طعام وبلا ضوء شمس في أقبية غير مجهزة.

وعقبت الطبيبة السورية كما تقول: “شو بدو قول لطفل عمرو 5 سنين يسألني إيدي وين راحت؟”.

وتحلم “أماني بلور” بالتخصص في طب الأطفال بعد انتهاء الحرب. على الرغم من قولها بعد خروجها من الغوطة بأنها لم تعد تحتمل العمل مع الأطفال بسبب كل ما رأته.

وتابعت في حديثها: “هناك تراكمات نفسية لم أستطع تجازوها، أصبح العمل الطبي معاناة بالنسبة لي. أنا على مفترق طرق، يجب أن أكمل دراستي لكني لست قادرة”.

وخلال عام 2014 أطلقت الجائزة التي تبلغ قيمتها 10 آلاف يورو بمبادرة من الحكومة السويدية والبرلمان الهنغاري. وعام 2016 حصلت عليها جمعية في اليونان اسمها “Agkalia” لمساعدتها أكثر من 17 ألف لاجئ من خلال تقديم الطعام والمأوى.

ويمنح مجلس أوروبا هذه الجائزة مرة كل عامين يوم 17 كانون الأول، يوم اعتقال “راوول وولنبيرغ” في “بودابست” عام 1948.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *